أكتب مأساتك بقلم السماء ... كي أسمعك !

بقلم الحكمة نكتب في عمق الجرح الغائر ... نرسم أحلام الفقراء... بمداد من دماء الشهداء ودموع الاطفال الابرياء.. تألم وترجم ألمك... واكتبه بقلم السماء... واطلق العنان لمأساتك.. كي اسمعك. !

تونس العظيمه درة البلدان وتاجها فكيف يعلو محياها الحزن والشجن وكيف يشرخ صوتها الجهوري الالم .. تونس جوهرة حقيقية برسم المكان والزمان .. يشهد على ذلك تاريخ الناس ومعالم الزمان والمكان ولا يكره تونس العظيمة إلا احمق غبي حاقد .. أو عدو غادر حاسد... أما الآخرون فإنهم يرون فيها عروس هذا الكون وغادة الزمان والمكان .. فهي إن بكت .. دمعة حراء على خد السماء .. تجود بوافر الخير وبكل صنوف العطاء.. وهي إن ابتسمت ..خجلت من رونق ثغرها الفتان ومحياها نسمات الصباح الباسم الوضاء ... وهي إن رضيت دانت لنا الارض واقتربت من هاماتنا السماء .. وهي إن غضبت ضاع منا كل شيء وذهبنا في غياهب الفناء .. هباء .. وتونس الخضراء .. ايها الاصدقاء الاعزاء .. أرض الكادحين العاملين بالليل والنهار الرجال الرجال الشم الشامخين الشرفاء .. وتونس الخضراء أبدا ما كانت يوما ذيلا لأحد وما سارت بذل وراء مواكب الاعداء .. واقرؤوا التاريخ لو شئتم ..ستجون اسم الخضراء لايذكر في غير صفحات العز والفخر والمجد التليد والإباء .. وهي تونس الخضراء ..تبيت على الطوى ولا تنحني لتلتقط فتات موائد اللؤماء..ولقد أحرقت كاهنة البربر ابناءها وهي تضحك ضحكة الموت ... وعليسة قرطاج فعلت بذويها نفس الذكاء .. ونحن اليوم بضعة من هؤلاء وبضعة من هؤلاء .. ولذلك وانسجاما مع موروث الشموخ العظيم وسامي درجات العلا ..فعل محمد البوعزيزي ما فعله من مستحيل الاداء .. ورضي بلفح النار تحرق جاشه ولم يرض بذل الهوان يرقى كتفيه ويحني منه هامة العز والإباء... فكيف نرضخ وكيف ننحني وكيف نذعن للذل نتلو آياته الشيطانية المسمومه ؟؟

ونحن ابناء تونس العظيمة الخضراء

عاشت تونس على مر الزمان وعلى طول المدى

ولاعاش فيها من خانها

مصطفى العيساوي - 2016/05/29