تجارة التغول ومفاعيلها الهدامة

تجارة التغول ومفاعيلها الهدامة:
---------------------------------
المتاجره بالمصطلحات الفضفاضة التي لا تعني شيئا ولا تحمل أي مضمون عقلاني هي تجارة خطيره جدا وهي متشابهة الأسلوب والنتائج سواءا تعلق الأمر بالدين أو العرق أو الهوية أو الأمن أو المعاش أو غير ذلك من الإهتمامات الرئيسية للمواطن
ولكن مادام مصطلح التغول يعتبر جديدا علينا في تونس ولم نسمع به قبل اليوم فدعونا نرى متى وكيف مورس علينا التغول من أوسع أبوابه خلال السنوات الماضية ..

1- إذا كان التغول يعني الإحتلال وغطرسته فقد عرفناه منذ بداية الزمان مع الرومان وغيرهم من الغزاة من كل صوب وحدب .. ولكننا هزمناهم جميعا ولم يبق في بلادنا غير بعض العملات الصدئة التي تذكرنا بزمانهم الكئيب وباتت حكايات أيامهم وتفاصيلها ومشاهد هزائمهم قصصا يتسلى بها أطفالنا في المدارس وفي أروقة المكتبات

2- إذا كان التغول يعني تفرد جهة معينة بالسلطه وإملاء إرادتها على سائر مكونات المجتمع فإن مرحلة البايات ثم فترتي بورقيبة وبنعلي تعتبر تغولا فعليا ويبقى للمحلل العادل والمحايد تحديد ما إذا كان تغولهم مفيدا للبلا أو مضر بها مدمر لكيانها

2- ولكن لو راجعنا مرحلة حكم الترويكا يوما يوما وقرارا قرارا وبكل عقلانية وتجرد فسنجدها كلها تغول وتعفرت بلا مقياس وغرور وعجب وإعجاب بالذات غير مسبوق ينبني في معظمه على عقلية "الغنيمة" ونظرية " موتوا بغيظكم " الشهيره وفكر "مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ" الفرعونية المشهورة

ولنضرب أمثله على تغول الترويكا الفاحش والمفزع الذي جعل الشعب التونسي ينتخب نقيضها نكاية بها وانتقاما منها على أمل أن يعود الجميع لمسالخ الفانتا والبيبسي بحصائد أعمالهم

1- جميع جلسات التأسيسي على الإطلاق كانت مسرحا للتفنن في ممارسة التغول السياسي الحزبي والعقائدي على الخصوم والمناوئين بشتى مشاربهم وهذا أمر يشهد به كل ما تابع جلسات التاسيسي دون استثناء .. وتذكروا عنتريات محرزية وصرخها في وجه الجميع دون اعتبار لمقامات الرجال ولا لموروثنا من الأخلاق التي تربينا عليها دائما وكذلك شطحات سيء الذكر مصطفى ابو مطرقة وباقي الشلة الترويكية التي اتخذت من قبة المجلس أصلا تجاريا تروج من خلاله أفكارها وتساند بمخرجاته حلفاءها ورفقائها داخل البلاد وخارجها دون إعتبار للخصوصية الوطنية للبلاد التونسية التي عشنا بها ومعها لآلاف السنين ... حتى راينا من يرفع شعار رابعه العدوية تحت قبة المجلس .. وهو ممثل للشعب وتحت قبة الشعب .. شيء حقيقة مزري ويبعث فينا رغبة في التقيء

2- قطع العلاقات مع أهم الدول التي تربطنا بها مصالح إقتصادية واجتماعية وثقافية وروابط تاريخية تأبى الإنفصام .. دون استشارة ودون إعتبار لرأي الشعب ومصالح ابنائه ..يعتبر أفحش واوسخ نوع من أنواع التغول الذي أورثنا عزلة سياسية واقتصادية مقيته سببت لنا إنحدار رهيب في سلم الدول .. إلى المستوى الذي تعلمونه والذي لم يعد يحسدنا عليه أحد

3- معاملة الشعب التونسي بعقلية الغنيمة والتلفظ بذلك عنوة دون تردد ولا تلكؤ والترويج لمجتمع الجواري والسبايا في وسائل الإعلام وفي غيرها يعتبر تغولا إجراميا في حق تونس وشعبها العظيم

4- مطالبة الشعب التونسي بالتعويض عن سنوات سجن من خدموا المشروع الإخواني بالتفجيرات وماء الفرق وحرق التونسيين أحياءا ثم إقتطاع رزق الزواوله عنوة وتسليمه غنيمة بأثر رجعي لهؤلاء المجرمين تحت بند التعويضات .. يعتبر أفحش انواع التغول الذي تحرمه جميع الشرائع والأديان
هذا الأمر الخطير الذي نطالب بشأنه من سيمسكون السلطة اليوم لمراجعته وإرجاع الحقيق لأصحابها من بوابة العدالة وليس بمقاييس التحزب المقيت وإن لم يفعلوا ..فسيكون مصيرهم كمن سبقوهم ..في أوسخ ركن من اركان مزبلة التاريخ ... هذه حقوق ناس ولا يجوز التلاعب فيها ولا تغاضي عنها ولا النمتاجره بها ونحن لكل هؤلاء فيها بالمرصاد .. فلوسنا ولازم ترجلنا ! نقطة وارجع للسطر

5- سن قوانين تبرير التعوضات باعتماد الأغلبية الصورية في المجلس بعد منتصف اليلي تماما كما يفعل السراق هو استخدام لمجلس التونسيين في غير ما خصص له وهو تغول محزن حقيقة ويجب محاسبة مقترفيه وإلغاء نتائجه

6- طرد التونسيين من وظائفهم وأعمالهم بدون سبب واضح ودون الرجوع للقضاء وإسناد الوظائف للون معين من الناس وتحزيب الوظيفة العمومية على قدم وساق حتى صارت رافدا رئيسيا من روافد بعض الأحزاب المتغوله ... هو تغول حقير ومدمر لمؤسسات الدولة التونسية

7- الإستحواذ على المؤسسة الأمنية وتدجينها والسعي الحثيث في ذلك وإعلان هذه الخطة المشؤومة على الملأ وفي الجلسات الخاصة دون خجل ولا وجل .. يعتبر إنقلابا على دستورية الدولة وجمهورية مؤسساتها وتغولا لم يمارسه غير هؤلاء الحالمين المغرورين بسلطتهم التي ذهبت وتبخرت ذات مساء من أكتوبر المجيد

8- الإستحواذ على المؤسسة العسكرية وصبغها بلون حزبي واضح هو ايضا انقلاب خطير على دستورية الدولية وعلى جمهورية مؤسساتها الأمنية والعسكرية وتحويل هاتين المؤسستين الرئيسيتين لمجرد ميليشيا حزبية .. تخدم مصالح الحزب المتغول وارتباطاته وتحالفاته داخل البلاد وخارجها دون أدنى إعتبار لمصلحة البلاد والعباد

9- إرسال ابنائنا وبناتنا لمحارق الحروب الخاسره وساحات السفاح الحرام باسم الجهاد والتي تتبناها الترويكا دون إعتبار لمصالح البلاد والعباد ودون أي إكتراث بمصائر المغرر بهم ... هو تغول فاحش وكريه .. ولكنه تغول جبان وحقير في آن واحد

10- تهديد ابناء تونس الشرفاء وكفاءاتها بالقتل والسحل واستثناؤهم من كل عمل مفيد للبلاد هو نوع خطير من أنواع التغول الفاحش المدمر الذي مارسته الترويكا بكل مكوناتها .. وقد نالنا شخصيا من هذا النوع من التغول نصيب كبير .. لم نعره إهتماما لاننا مؤمنون بالله حق الإيمان أولا .. ثم لأننا نعرف جبن وخسة مطلقيه وأنهم اشبه بالخصيان وهم يفعلون فعل الأخساء هذا .. ولكن التاريخ لا يرحم ..وكل نفس بما جنت كفيله وكل نفس بما كسبت رهينه

11- السيطره على كل ممثلياتنا الدبلوماسية بالخارج وتسييرها بما يطابق اهداف الترويكا السياسية والإديولوجية واستثناء كل افراد الجاليات التونسية من أي نشاط او ارتباط طالما هم ليسوا من المنضوين تحت بند برنامج الترويكا ... هذا الأمر يعتبر تغولا مدمرا للبلاد ولعلاقاتها الخارجية ... ولعل الفشل الغقتصادي الذريع الذي حققته ترويكا الإفلاس يعود في جانب كبير منه لهذه العوامل القاتله

12- رفض جميع المشاريع الإستثمارية مهما كانت أهميتها لأنها لا تأتي من بوابة الحزب المتغول وحلفائه ... يعتبر تغول فعلي .. ولكن نحو إفلاس البلاد ... وهذا ما حصل فعلا في تونس الجريحه بفعل هؤلاء المتغولون في زمن ثورة الشعوب

هذه طزينه من اصناف التغول الفاحش الذي مارسته الترويكا في 23 شهرا ... ولو أردتم المزيد لزدتكم ... وتغول الترويكا في 23 شهرا .. لو قسناه بغيره سنجده يتجاوز بكثير التغول الذي مارسه بنعلي في 23 سنة وكانت نهايته كما تعلمون .. ونحن - مصطفى بن أحمد عيساوي - نورد هذا التفصيل ليس إسنادا لأحد دون الآخر ولا تحيزا لطرف دون طرف ولكن رفعا للإلتباس ومحاربة للإتجار بالمصطلحات المخيفة الفضفاضة واستثمارها سياسيا بكل نفاق وصفاقة .. ونحن كطرف رئيسي في ثورة الشعب التونسي المجيده وكجهة فاعلة حقيقة في مسارها التاريخي ولم ندنس تاريخنا ولا حاضرنا بداء التحزب وخدمة الأفراد .. فإننا سنبقى الجهة الوحيده القادره على التأثير الإيجابي في تسيير دفة الثورة وفي توجيهها نحو ما يجب تلبيته من النداءات الصادقة وسعيا نحو الأهداف التاريخية التي رسمها الشهداء بدمائهم والفقراء بدموعهم وآمالهم ,احلامهم التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن
نراقب مسار العملية السياسية ونرى .. وكل من يخالف إرادة الشعب في التحرر والإنعتاق وفي بناء الدولة العصرية التي تليق بكيانه .. سيجدنا سكينا حادة تقطع لسانه وسيجدنا مع عوادة "ديقاج" المقدسة في بابه نقض مضجعه وندمر كيانه ونشحنه ومن معه لمزبلة التاريخ .. ومن يشك في ذلك فلينظر مصائر من سبقوه
هذا هو موقفنا وهذه هي خطتنا وهذه هي مسيرتنا ولن نبدل ولن نغير في مبادئنا الراسخه الثابته ما دامت تطابق إرادة شعبنا وحلمه في التحرر والإنعتاق الحقيقي .. وموعدنا يوم النصر الساطع بنوره الأزلي الخالد الذي يصنعه الشعب بنفسه لنفسه بعيدا عن التحزب والتحيز والتحالف مع الجهات المشبوهة غامضة الأهداف والموالي

عاشت تونس درة ساطعه في اعلى تاج الأمم
ولا عاش فيها من خانها من أنصاف الرجال والرمم

المستشار/مصطفى بن أحمد شبح عيساوي
201/11/27